المرافعة القانونية
تعتبر المرافعة عنصراً أساسياً وجوهرياً من عناصر أصول المحاكمات فالمرافعة تعني الدفاع شفاهة أو كتابة عن رأي أو عن قضية معينة سواء تمت بواسطة صاحب العلاقة ذاته أو بواسطة شخص يتولى الدفاع عنه والمرافعة بلغة القانون غالباً ما تتم بواسطة محام يتولى الدفاع عن صاحب العلاقة والمرافعة في ساحة القضاء معركة أو إن أردنا الدقة فهي ليست معركة بقدر ما هي مباراة شرقية تشرف عليها روح رياضية عالية يشترط فيها الصدق وعدم أخذ الخصم على حين غرة والالتجاء إلى سلاح شريف لا زائف ولا مسموم فهي مباراة أسلحتها الوحيدة قوة البيان وثبات الجنان وقرع الحجة بالحجة و البرهان بالبرهان فهي مباراة في سبيل تحقيق الحق والعدل والمباراة في سبيل العدل لا يستعمل فيها إلا سلاح الحق والصدق تسمو فيها الروح الرياضية الحقة : فلا مداورة ولا مواربة ولكن كلمة الحق تقال وإن ضرت بقائلها وحجة الخصم يسلم له بها وإن خسر المعركة بسببها فالخاسر في هذه المباراة أو الكاسب سواء كل منهما سعى لن لنصرة الحق و بها فاز
كما أن المرافعة عملية عقلية محضة ولذلك يسهر المترافع الليالي الطوال يسأل أوراق التحقيق أسرارها ويستلهمها خباياها ويستنبط الحجج التي أعدها لصالح موكله ويعد لليوم الموعود ما استطاع من عدة وبيان وتهدف المرافعة في النهاية إلى الدفاع عن وجهة نظر محدودة والإقناع بحقيقة معينة وفي حقل المحاكمات يوجد دوماً خصمان يتمسك كل منهما بحقيقة تختلف عن الأخرى إذ غالباً ما تتعدد المرافعات في المحاكمة الواحدة بتعدد الخصوم ذوي المصالح المتعارضة فتظهر تلك المرافعات كآراء ووجهات نظر متناقضة ومتعاكسة في القضية الواحدة وعندها فإن ما يميز مرافعة عن غيرها هو تحصينها بالقواعد الأصولية وبالمنطق السليم
نعم إنها المرافعة ……. وإنها المحاماة……….
بقلم المحامي محمد عماد الصفرة
30 /4 /2013